البحث المحموم من حكومة الجنرال المطلوب للعدالة الدولية عمر البشير عن المال والثراء يجعلها تتحالف حتي مع الشيطان ان وجدت اليه طريقا، فهذا النظام قد عرف بالتنكر والنفاق والخديعة منذ ان قفز علي السلطة في ليلة الجمعة ٣٠/٦/١٩٨٩م ومنذ ذلك التاريخ بدأ يسرق وينهب في خيرات السودان حتي اصبحت خزينة الدولة صفرا والانتاج المحلي يتجه نحو الصفر.
لا يخفي عن العالم ان نظام الدكتاتور البشير كان حتي قبل شهور قلائل الحليف الأقوي لإيران في القارة الافريقية، ولم يحول وجهته عنها الا بعد ان سال لعابه الي مليارات آل سعود وقلبه معلق بحليفه الذي يمده بكل ما يحتاجه من سلاح وتدريب لكوادر أمنه المجرم.
لا اريد الخوض في تفاصيل يعلمها القاصي والداني ولكن سأتحدث عن المهدد الذي يتربص بأقدم حضارة إنسانية علي وجه الأرض وهي حضارة النوبا الممتدة علي الشريط النيلي من مدينة بربر وحتي وادي حلفا وهي مئات الآلاف من الكيلومترات.
وعدكم يا جلالة الملك لنظام السفاح بتمويل إقامة هذه السدود الثلاثة التي تهدد بإغراق كل هذه المنطقة الجغرافية دفع بكل اهل المنطقة للوقوف صفا واحدا ضد التهجير وطمس الآثار وطمس التاريخ.
هذا النظام المجرم لا يسعى لراحة شعبه ورفاهيته كما يوهمكم وانما يسعى لملئ حساباته في بنوك ماليزيا وإندونيسيا وغيرها، ولكم في سد مروي اضخم سد في السودان والذي بلغت تكلفته خمسة مليارات دولار دون ان يحقق ١٠٪ من اهداف انشائه خير مثال.
هذا النظام الذي وضعتم يدكم الطاهرة في يده الملوثة بدماء ابناء شعبه ليس له عهد ولا ميثاق، فهو نظام معروض في سوق النخاسة السياسية لمن يدفع أكثر، ولولا بخل و شح الحليف السابق إيران لما بسط يده لكم، لأن نظام الولي الفقيه هو نسخة مطابقة لنظام المؤتمر الوطني الذي اسسه هذا النظام.
جلالة الملك ان كان لا بد لكم من تلويث ايديكم بهذه اليد المتسخة الآسنة فوجهوا اموالكم لإحياء مشروع الجزيرة الذي قتله هذا الدكتاتور ووجهوا اموالكم الي احياء السكك الحديدية التي باعها هذا النظام لنفسه.
جلالة الملك ان صوت الجماهير السودانية لن يصلكم لأنها قد كممت واهدر دمها ان نطقت ولا عزاء لهم الا في ارغامكم لهذا النظام بالامتناع عن اقامة هذه السدود التي لا من مصلحة الوطن ولا من مصلحة المواطن.